ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية أسس الحاضر وأفق المستقبل (مشروع المؤسسة المندمج)ـ أبريل 2020

ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية

أسس الحاضر وأفق المستقبل

(مشروع المؤسسة المندمج)

قد لا نبالغ إذا قلنا بأن عيش حضارة وتأسيسها والمساهمة في بنائها وسيرورة مشروعها في التطور تتحقق مع أسلوب عيش الإنسان وتطويره لثقافته ودرجات إبداعه واختراعه ماديا ومعنويا.

وطبعا، يحقق مثل هذا التعبير والاستهلال تشجيعا ويحفز طوحا متفائلا ومغمورا بثقاة في النفس وإرادة عازمة من أجل المضي إلى الأمام. سيكون هذا التقديم مدخلا لتناول موضوع تربوي وبيداغوجي يتغيى الحديث عن الحياة المدرسية والأنشطة المبرمجة لأجل النهوض بشخصية التلامذة وتطويرها نحو الأفضل.

هكذا هو الحلم. مشروع بناء شخصية حضارية ومتحضرة، مدنية ومتمدنة. بناء إنسان العشرية الثالثة  في هذه الألفية الثالثة من تاريخ الحضارة الإنسانية التي انبنت على آلاف السنين في الإنجاز.

تنتظر ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية إنجازات مرتبطة بالمشاريع التي استطاعت بفضل التواصل والتشارك تقريبها من أجل التحقق على أرض الواقع. حلمٌ هو، كم راودنا في تصور مركب جديد يضم قاعات متعددة الوسائط، وقاعة للمطالعة، وقاعة للعروض، ومرافق جديدة متخصصة في مجالات الرياضة والتطبيب والصحة النفسية.

وقد ارتبط هذا المشروع بشراكة جديدة مع مشروع المؤسسة المندمج الذي ساهمت فيه أطراف داخلية وخارجية منها (وزارة التربية الوطنية ـ MILLENNIUM CHALENGE CORPORATION/USA  ـ حساب تحدي الألفية المغرب). كانت تجربة اللقاءات التشاورية والزيارات الميدانية والاستبيانية. وكانت الدراسات والمراحل التي تدرج فيها المشروع وكذا طرق إنجازه، دروسا جديدة استفدناها وقد بينت لنا كم هي الحضارة رائعة في الطموح، كبيرة وشاقة في الإنجاز. استفدنا أسلوب تفكير جديد وثقافة ديمقراطية وتشاركية جديدة. رأينا مع الابتسامات عقلنة وتخطيطا ورؤية بعيدة في التفكير. ملاحظات وعمليات تجعل الفكر يتسع لكي يرى أن العمل علم وتطبيق، تخطيط وتدبير.

ولأننا نؤمن بأن الإخلاص إتقان، وأن الإتقان كمال إنجاز ووفاء التزام وإحسان وجمال تصور وتنزيل عل أرض الواقع، فقد امتلكت مؤسسة ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية الرؤية والطموح والإرادة والعزم على المضي قدما في التنسيق والاستيعاب والتوافق حول ما يحقق المشروع. ولم يكن الأمر يسيرا لو لم تكن المؤسسة ممتكلة لتصور منسجم ومتكامل حول الحياة المدرسية. وهنا تتبين أهمية هذه الحياة التي قد يهملها البعض فيظن أن التمدرس شحن واختبار للعقول، في حين أنه حياة مدنية وحضارة تربوية تتحقق في اليومي المعيش، وفي نفسية وسلوك وشخصية التلميذة والتلميذ. وكم هو المستقبل رائع وسليم حينما تبني أسّه بشكل متين، وكم هو الربيع مزهر حينما ترعى برعمه وشتله منذ بداية تشكله.

وداخل هذا الوعي بأهمية الحياة المدرسية فإن مشروع المؤسسة المندمج يرى بأن تشييد بنايات لا يحقق هدفه دون رؤية تربوية ووظيفية وتوظيفية، دون رؤية بيئية منسجمة مع المحيط ومع النفسية والذوق والجمال المنشودين كغايات للكمال. لذلك فكر فريق التتبع في أهمية أن يكون هناك مجال أخضر، مساحات معشوشبة، أشجار سامقة، فضاءات للتجارب الزراعية، تدبير للنفقات فيما يخص استهلاك الماء وذلك من خلال التوفر على بئر يُعتمد عليه في عمليات السقي وعمليات التنظيف وللمرافق المتعددة داخل الثانوية. علما أن الوعي بضرورة التدوير السليم لاستهلاك الماء تقتضي استعماله بما يحافظ على البيئة. فمثلا استعماله في سقي الأشجار والنباتات والعشب لن يكون ضارا وسيكون خاليا من كل مواد كيماوية ما. ومثال آخر في كون استعماله في نظافة المرافق يجعله يجري مع مصارف المياه المستعملة الخاصة. هكذا يكون الوعي مكتملا بين الاستعمال النافع والحفاظ الجميل على المواد الحيوية للحياة التي نتمناها للأفضل دائما، من أجل إنسان الغد:

ذلك المواطن الذي نكونه ونربيه وندمجه وعيا وسلوكا والتزاما اليوم.

(حسن إمامي)