Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مجلة آفاق تربوية ثانوية المسيرة الخضراء مكناس revue AFAK TARBAWIYA meknes lycée MASSIRA

صديقة خالدة ـ قصة قصيرة ـ تأليف أسماء الشرايبي

القصة الفائزة بالرتبة الأولى في مسابقة بين التلامذة موضوعها الصداقة الحسنة ـ ثانوية المسيرة 2016/2017

القصة الفائزة بالرتبة الأولى في مسابقة بين التلامذة موضوعها الصداقة الحسنة ـ ثانوية المسيرة 2016/2017

قصة قصيرة عن الصداقة

صديقة خالدة

تأليف : أسماء الشرايبي (16 سنة) ـ مكناس ـ المغرب

منذ نعومة أظافرنا، جمعتنا صداقة بريئة، تطورت عبر الزمان لتصبح راسية كالجبال، صعبة الانكسار.

لقد كانت صديقتي فريدة من نوعها، ذات أخلاق حسنة، ومبادئ نبيلة، وقيم محمودة... صديقة يعجز اللسان عن وصف وتقدير مدى طيبوبتها.

متواضعة الملبس، خفيفة الظل، ناضرة الوجه، بهية الطلعة.

لقد كانت صديقتي محبة للنظام، حتى إنه كان يظهر في غرفتها المتواضعة. فذات يوم جمعنا واجب مدرسي مشترك، فاتفقنا ان نلتقي ببيتها،فأدخلتني إلى غرفتها التي ينم أثاثها عن ذوق رفيع؛ سرير أبيض يتوسط الغرفة، وفي الزاوية دولاب خشبي ذو رفوف متعددة ملئت بأنواع شتى من الكتب .

لقد كانت صديقتي موسوعة علمية، استطاعت المزاوجة بين علوم الدين والدنيا: حفظت القران، تعلمت الفيزياء...

ولم تقتصر على هذا فحسب، بل ألمّت بالفنون أيضا، كالرسم والعزف على البيان، لتكون بهذا ناجحة في حياتها الدنيوية والأخروية.

وكنت كلما حدثتها أو استفسرتها عن أمر إلا وأجابتني محيطة به من كل الجوانب، فكنت أعجب بفصاحة لسانها، وأذوب في سحر كلماتها، إذ لم يكن كلاما عاديا، وإنما موزونا يكاد يكون شعرا.

كان يخيل إليّ أحيانا أنها لا تمت للبشر بصلة، فاختلافها عن الآخرين جعلها ملاكا يمشي فوق الأرض.

وذات يوم ونحن جالستان في الحديقة، قلت لها:"يا صديقتي، إني أصبحت أشعر بالضجر من هاته الدنيا، وأتمنى أن تنشق الأرض فتبلعني". فردت قائلة: "اسمعي، إن الرياح التي تعصف بالبشر، هي نفسها التي تلقح الأزهار، وهكذا هي الحياة، تنقلنا من مر الدموع إلى حلاوة البسمات".

ولبث كلامها يتردد كالصدى في أذني ليل نهار. لن تزول ذكراها من قلبي ما حييت، فأنا كنت السبب في مأساتها، فلو لم أذهب إلى السوق لكنت معها في ذلك اليوم المشؤوم، ولكنت أنقذتها من ذلك الحادث المرير.

فقد كان من عادتنا أن نقصد حديقة قربها نهر صغير نعبره قفزا فوق الصخور. لكن، في ذلك اليوم لم أستطع الذهاب معها،لأنني رافقت جدتي إلى السوق، فراحت وحدها إلى النهر. وبينما كانت تقفز بين الصخور، انزلقت رجلها فشج رأسها بجلمود من صخرٍ وضعَ حدًّا لحياتها.

عندما عدت إلى البيت، جاءني الخبر كالصاعقة، فسكنتني وحدة لم أشعر بها يوما، وحزن كاد يقتلني، وتأنيب ضمير لا يفارقني.

وما استطعت العودة إلى سابق عهدي لولا طيفها الذي كان يراودني ويزورني في منامي، مرتديا أبهى حلة، ومذكرا إياي بكلماتها العذبة.

عندما ودعتِ الحياة، كانت في 16 من عمرها، وقد مرت سنتان على فراقنا، ألا إنني أحس كما لو أن ذكرياتنا كانت بالأمس فقط.

Retour à l'accueil
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article