شهادة من لهيب ـ قصة سهام الداودي

ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية

المديرية الإقليمية مكناس

الأكاديمية الجهوية: فاس مكناس                                                                                    

قصة

شهادة من لهيب

سهام الداودي

(ج م م خ)

استلم الشهادة التقديرية التي كان ينتظرها بفارغ الصبر هو وأمه. تمنى أن يغمض جفنيه ليكون بجانبها، ليفرحها بهذا الخبر الذي لطالما انتظرته. عند وقوفه أمام مباني الحي رمى شهادته التقديرية ومحفظته.

تسمرت رجلاه في ذلك المكان واغرورقت عيناه.لم يستوعب الأمر، ولا يريد أن يصدق ما رأى. تمنى لو كان في حلم مفزع، يستيقظ وتحضنه إلى صدرها الحنون بشغفها وابتسامتها المشرقة، وهو الآن يرى جسمها محترقا جراء النار المندلعة التي أتت على كل ما في المنزل وهي تحضن إلى صدرها قطعة من قماش أخيه الصغير. تقدم إليها بسرعة البرق علّه يستطيع انتشالها من النار. يرى أخاه الصغير يصرخ بكل ما أوتي من قوة. حينها أدرك أنه أصبح أبا لأخيه متحملا لِمسؤوليته.