Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مجلة آفاق تربوية ثانوية المسيرة الخضراء مكناس revue AFAK TARBAWIYA meknes lycée MASSIRA

خريف العمّر ـ سهام الداودي

خريف العمّر ـ سهام الداودي

خريف العمْر

سهام الداودي

 

هذا الإنسان الشقي، يأتي ربيعه حاملا معه معنى الحياة المزهرة الجميلة ليعيش أجمل مرحلة من عمره، يرغب أن يعيشها كآدمي مع حوائه، لتتلون مقلتاه عند النظر لأولاده وهم يترعرعون. وحتى عند تقلب جو الربيع في أيامه، يجد الجمال والمتعة مثل قطرات الندى فوق الزهر بسيلان الدمع على الخد وبريقه تحت الشمس..

عاش حياته الزوجية والأسرية بكل ما تحملها من معنى. لكن، لا يلبث أن يحكي لنا عن أوراقه في خريفها، عندما تجاوز جملة من القوة والشجاعة والصمود لينصاع في الأخير إلى القدر المسطور الذي لا مفر منه، ليصبح لاجئا لدى أبنائه أو في مستشفيات أو دور عجزة أو في مخالب الشوارع والأزقة، لا من سميع لأنين فؤاده ولا رنين عباراته، ينصت فقط للريح الدؤوب. ذلك لا مفر منه.

لم يتقبل ما حل عليه به خريفه ولا يريد أن يصدق ما آل إليه...

راود مخيلته ثقل الهموم التي يكابدها. ناهيك عن فراق العون والسند الذي يتجلى بشكل عميق في حياته، ألا وهو رفيقة دربه، تاركة إياه في دوامة الوحدة المعنوية.

استمرت أيامه المظلمة االواحدة تلو الأخرى. لمّته الشوارع، وكانت عائلته بعض المتشردين. الكل يجتمع فيحكي عن ربيعه المزهر وما أصبح عليله خريفه المليء بالألم والبؤس... كلٌّ على هواه وهلسواته... وتعبير عن حزنه...

هذا الإنسان الشقي، لم يستأنس الوضع. أصبح مجرد نكرة توالت الأيام على طيّ صفحاتها التي اصفرّت مع السنين إلى أن وافته المنية.

Retour à l'accueil
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article