Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مجلة آفاق تربوية ثانوية المسيرة الخضراء مكناس revue AFAK TARBAWIYA meknes lycée MASSIRA

معاناة مراهقة

 

 

-------------------------- 0072

 

 

 

معاناة مراهقة

 

و في سنها السادس عشر سن المراهقة ، تمارس حياتها كأية فتاة  .. سوسن من بين التلميذات المجدات المواظبات في دراستهن . كانت تنتمي  لأسرة فقيرة.. مشاكل أسرتها اليومية ساعدتها كي تكون صارمة في قراراتها ... الشيء الذي يميز سوسن هي قمة البراءة التي تظهر على وجهها...  زيادة على هذا فهي خجولة أكثر مما يتصور العقل..  و خجلها ينطوي على جمالها البسيط و عينيها اللامعتين و شعرها الأسود اللون ، الحريري الطويل ... سبحان الذي صورها ... تعيش سوسن حياة ليست كحياة المراهقات ، لان مشاكل أسرتها المادية لا تسمح لها بالتوفر على ما تشاء ، وسبب هذا  مشاكل أمها مع القروض.

فكل ما يريده هذا الجيل المراهق هو اللباس و التزين و الذهاب إلى حفلات الرقص للاستمتاع بوقته و مرحلته العمرية ... بخلاف سوسن ، فكل ما كان يشغل تفكيرها هو التمدرس و الوصول إلى ما تريد تحقيقه فحلمها الوحيد هو أن تصبح مضيفة طيران في يوم من الأيام  ... فهذه الرغبة  جعلتها تواظب و تجتهد ثم تجتهد رغم أنها تعرف جيدا أنه ليس باستطاعتها الاستمرار في هذا الحلم لأنها عرضت الفكرة على أبيها فرفضها ... فالمشكل المادي يبقى هو العائق الوحيد في كل رغباتها.

فقولتها الشهيرة التي هي سر بشاشتها و حيويتها: «أنا لا املك كل ما أريد لكن املك كل ما يريده الآخرون» . فكل ما تملكه سوسن هو  ثقة الناس و حبهم لها .

عاشت سوسن مشكلا نفسيا ي صغرها و هو عجز أبيها عن العمل حيث دام هذا المشكل حوالي سنتين و الأب بدون عمل ، فاضطرت أم سوسن أن تضحي  من اجل أبناءها و ذلك بالبحث عن عمل في البيوت لكي لا تجعل أبناءها يحسون بنقص ،  وأن توفر لهم كل متطلباتهم ... و ما قامت به أم سوسن انقلب إلى مصيبة كبيرة مع أب سوسن حيث أحس باحتقار كرامته من طرف أفراد عائلة أم سوسن ، و دامت المشاكل طيلة  مدة عدم قدرة الأب على العمل.

سافر أب سوسن لمدينة الدار البيضاء و استغرقت مدة بحثه عن عمل فترة طويلة ، لكنه في الأخير قد حقق حلمه الذي هاجر من اجله ... اشتغل سائق حافلة  رغم  انه كان بعيدا عن أبنائه ... لكنه فضل أن يذهب لكي يبرهن لأسرته  على انه ليس عاجزا عن العمل ، و انه بإمكانه أن يفعل المستحيل لكي يرى أبناءه في حالة جيدة و يوفر لهم مستقبلا زاهرا. رجعت المياه إلى مجاريها شيئا ما ، لكن حاجزا وحيدا ظل  يعرقل الحياة الأسرية لعائلة سوسن و هو مشكل القروض التي لا زالت تتكاثر يوما بعد يوم ...

فكلما كان المشكل يزداد  كانت حالة سوسن الصحية و النفسية تتدهور شيئا فشيئا.

و بالرغم من كل هذه الأشياء فقد حاولت سوسن أن تتخطاها و أن تستعيد قوتها و طاقتها و أن تكون دائما مستعدة لمواجهة أي شيء كيفما كان ... فهي الآن في السنة الأولى من التعليم الثانوي تحرص و تواظب على دراستها لأجل بناء مستقبلها و تحقيق كل طموحاتها و أحلامها حتى و لو أنها لا زالت تواجه العديد من العوائق في حياتها ، لكنها دائما  ستتخطاها ...

و بعد مرور ثلاث سنوات  رحلت بدون رجعة ...

   

       يسرى الودني
Retour à l'accueil
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article